أثارت الاشتباكات التي اندلعت في العاصمة الهولندية مساء الخميس الماضي، على هامش مباراة بالدوري الأوروبي جمعت بين أياكس أمستردام و مكابي تل أبيب، موجة من الجدل على الصعيد الدولي.
ورغم أن إسرائيل ليست جزءاً جغرافياً من القارة الأوروبية، إلا أنها تعتبر جزءا من المشهد الرياضي الأوروبي منذ عقود، حيث تشارك في مسابقات كبرى مثل دوري الأبطال ودوري الأمم الأوروبية.
إلى غاية سنة 1974، كان المنتخب الإسرائيلي عضوا في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وفاز ببطولة كأس آسيا للأمم في سنوات 1959 و1960 و1964.
كما كان المنتخب الإسرائيلي على وشك تحقيق إنجاز تاريخي آخر في تصفيات كأس العالم 1958، حين كاد يتأهل دون أن يخوض أي مباراة، إثر انسحاب أربعة من منافسيه (تركيا، إندونيسيا، مصر، والسودان)، إذ رفضت هذه الفرق مواجهة إسرائيل تضامناً مع فلسطين، مما جعل إسرائيل تقترب من التأهل إلى كأس العالم دون خوض أي مواجهة. إلا أن تعثرها في مباراة فاصلة أمام ويلز أوقف طموحاتها في تلك الفترة.
وقد تفاقمت هذه العزلة الرياضية في العقدين التاليين، لا سيما بعد حرب الأيام الستة في عام 1967، مما أدى إلى استبعاد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي في عام 1974، تحت ضغط كبير من الدول الأعضاء التي رفضت مواجهتها في الملعب.
منذ انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، شاركت إسرائيل بشكل مستمر في المسابقات الرياضية الأوروبية. ومع ذلك، لم يسلم الرياضيون الإسرائيليون من تصاعد الدعوات لمقاطعتهم في مختلف المحافل الرياضية.
ففي عام 2021، رفض الجودوكي الجزائري، فتحي نورين، مواجهة منافس إسرائيلي، توهار بوتبول، في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، مما دفعه إلى الانسحاب من المنافسة.
ثم في مارس/آذار 2023، فقدت إندونيسيا حقها في استضافة كأس العالم للشباب تحت 20 سنة لكرة القدم، بعد أن أظهرت اعتراضها على مشاركة إسرائيل في البطولة.
كما انسحب الجزائري رضوان مسعود دريس من منافسات الجودو لوزن تحت 73 كيلوغراماً للرجال في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، قبل يوم واحد من مواجهته مع الإسرائيلي توهار بوتبول
كما انسحب الجزائري رضوان مسعود دريس من منافسات الجودو لوزن تحت 73 كيلوغراماً للرجال في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، قبل يوم واحد من مواجهته مع الإسرائيلي توهار بوتبول
وعلى خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة، تقدم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بطلب إلى الفيفا لاستبعاد إسرائيل من البطولات الدولية، داعيا إلى الوقوف إلى "جانب الحق".
وعلى الرغم من انخراطها رياضيا في الاتحاد الأوروبي، تبقى المباريات التي تجمع المنتخبات أو الأندية الإسرائيلية مع فرق أخرى مصدراً للتوترات الأمنية والجدل، خاصة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان.